أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} ، ثم قال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا} الآية ... فمن لم يقل هذا لهم فليس ممن جعل له الفيء"1.
وقد تقدم في المبحث الذي قبل هذا عن الإمام مالك أنه قال: "والذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم، أو قال: نصيب في الإسلام"2.
وقال القرطبي بعد أن ذكر قول مالك: "من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} إلى قوله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} 3 قال: "لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين"4.
وقد ذكر القاضي عياض عن بعض المالكية أنه ذهب إلى أن عقوبة ساب الصحابة أنه يقتل حيث قال: "وقال بعض المالكية يقتل"5.
وذكر الألوسي أن القاضي حسين6 من علماء الشافعية ذهب إلى أن سب الشيخين كفر وإن لم يكن بما فيه إكفارهما ـ ثم قال ـ وإلى ذلك ذهب معظم الحنفية7.
1ـ مسند الحميدي 2/546.
2ـ الشرح والإبانة ص/162.
3ـ سورة الفتح آية/29.
4ـ الجامع لأحكام القرآن 16/297.
5ـ شرح النووي على صحيح مسلم 16/93.
6ـ هو أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد المروزي ويقال له أيضاً المرورذي بالذال المعجمة وتشديد الراء الثانية وتخفيفها ـ قال النووي: "وهو القاضي حسين من أصحابنا ويأتي كثيراً معرفاً بالقاضي حسين وكثيراً مطلقاً القاضي فقط كان كبير القدر مرتفع الشأن" توفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة رحمه الله. انظر ترجمته في تهذيب الأسماء واللغات 1/164-165.
7ـ الأجوبة العراقية ص/50.