على أن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه.
الشبهة السادسة: خبر الطائر:
مفاده أنهم يقولون روى الجمهور كافة أن النبي صلى الله عليه وآله ـ أتي بطائر فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر" فجاء علي ـ عليه السلام ـ فدق الباب فقال أنس بن مالك إن النبي صلى الله عليه وآله على حاجة فرجع، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله كما قال أولاً فدق علي ـ عليه السلام ـ الباب قال أنس: أولم أقل لك إن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ على حاجة؟ فانصرف فقال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كما قال في الأولين فسمعه النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وقد قال له أنس إنه على حاجة فأذن له في الدخول فقال: "يا علي ما أبطأك عني؟ " قال: جئت فردني أنس ثم جئت فردني أنس ثم جئت الثالثة فردني فقال: "يا أنس ما حملك على هذا" فقال: رجوت أن يكون الدعاء لأحد من الأنصار فقال: "يا أنس أوفي الأنصار خير من علي ـ عليه السلام ـ؟ أوفي الأنصار أفضل من علي ـ عليه السلام ـ؟ ـ" وإذا كان أحب الخلق إلى الله تعالى وجب أن يكون الإمام"1.
ويرد على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: أنهم يطالبون بتصحيح هذا النقل ودعواهم أن كافة الجمهور رووه محض افتراء عليه فإن حديث الطير هذا لم يروه أحد من أصحاب الصحيح ولا صححه أئمة الحديث ولكن هو مما رواه بعضهم2 كما رووا أمثاله
1ـ منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة 4/99، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن طاووس 1/71-73.
2ـ رواه الترمذي في سننه 5/300 وقال عقبه: هذا حديث غريب لا نعرفه عن حديث السدي إلا من هذا الوجه، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/130-131.