responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 99
عبيدًا لك، والطريق المعبد: هو المسلوك المذلل بكثرة الوطء عليه، قال طرفة بن العبد:
تُباري عتاقًا ناجياتٍ وأتبعت ... وظيفًا وظيفًا فوق موْر مُعبَّدِ1
وقيل كذلك للبعير: المبعد من جهة أنه مذلل بالركوب أو هو المهنؤ بالقطران لأن ذلك يذله[2].
قال الطبري في تفسير سورة الفاتحة عند قوله: {إياك نعبد} : "وإنما اخترنا البيان عن تأويله بأنه بمعنى نخشع ونذل ونستكين.. لأن العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة" أ. هـ.
وفسر قوله تعالى عن فرعون: {وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُون} [3] أي دائنون, وكل من دان لملك فهو عابد له، والعابد: الخاضع المستسلم المنقاد لأمره.
وقد عرّف شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الباطنة والظاهرة، أو هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل[4] وهذا تعريف جامع لكل عمل يقوم به العبد إذا أخلص فيه نيته لله تعالى.
والعبادة المأمور بها، يؤديها المسلم وهو ذليل خاضع لمولاه، مع حبه له، فهي

1 تباري: تسابق, والعتيق: الكريم، والناجيات: المسرعات, وعني بالوظيف: الخف.
[2] انظر معجم مقاييس اللغة 1/206 وتاج العروس 2/410 ولسان العرب 3/279 والمصباح المنير 2/37. والمخصص 13/96 وتفسير الطبري في تفسير قوله: "إياك نعبد" من سورة الفاتحة.
[3] سورة المؤمنون آية 47.
[4] انظر العبودية ص38 - 40 والتنبيهات السنية ص75.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست