responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 349
وأود أن أشير هنا لما أشرت إليه سابقًا من أن القرآن الكريم لا يهدف لمجرد إفحام الخصم وإلزامه الحجة فحسب، بل يتجه مع ذلك للأخذ بيده وإرشاده إلى الطريق الصحيح، ولذلك كانت أدلة القرآن دائمًا مسبوقة أو متبوعة بالدعوة لتوحيد الله وعبادته.

أ- الأسلوب التلقيني
يستعمل القرآن الكريم هذا الأسلوب في تلقين الجواب الظاهر، حيث أنه لوضوحه لا ينكره المشركون بل يسلمون به، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى في دليل النوائب: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} إلى قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [1]، وقوله تعالى في دليل الخلق والملك: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّه..} [2]، وقوله تعالى في دليل الرزق: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّه} [3].
ففي هذه الآيات يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم عمن ينجيهم من المخاطر ومن رب السماوات والأرض ومن يرزقهم، ويأمره بأن يجيب: "الله"، لاعترافهم أن آلهتهم لا تملك شيئًا من ذلك، وتلقينهم الجواب فيه إشارة إلى أنهم لا ينكرون ذلك وليس عندهم جواب غيره وأن سكوتهم عن الجواب لوضوحه فيه حجة عليهم، إذ إنهم ما داموا قد اعترفوا بأن فاعل ذلك هو الله فلمَ يشركون به غيره؟ ومثل هذا الأسلوب يعجز الخلق كلهم عن الإتيان بمثله.

[1] سورة الأنعام آية 63-64.
[2] سورة الرعد آية 16.
[3] سورة سبأ آية 24.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست