اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 318
الْعَرْشِ اسْتَوَى} [1]، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [2]، وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [3]، {لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [4]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا} [5] ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي"[6].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا تجد أبا حامد مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف -ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث ومات وهو يشتغل في صحيح البخاري"[7].
وأما السلف الصالح فأنكروا صحة هذه الطريقة في نفسها وعابوها لاشتمالها على كلام باطل، فذموا علم الكلام والمتكلمين, كقولهم: "من طلب الدين بالكلام تزندق"، وقول الشافعي: "لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ماعدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام"، وقول الإمام أحمد: "لا يفلح صاحب كلام أبدًا, علماء الكلام زنادقة"، وقول أبي الوفاء بن عقيل لبعض أصحابه: "أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعَرَض, فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن, وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت"[8]. [1] سورة طه آية 5. [2] سورة فاطر آية 10. [3] سورة الشورى آية 11. [4] سورة طه آية 110. [5] سورة مريم آية 65. [6] انظر موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول 1/93. [7] موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول 1/93 وانظر ص 23-24 وص 97 وص 140 والنبوات ص 52. [8] انظر هذه الأقوال في الفتاوى 6/243 وأعلام الموقعين 4/248 وتلبيس إبليس ص82.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 318