اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 281
سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى, أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى, فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى, وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى, إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى, وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [1].
في هذه الآيات يخبر تعالى أن المشركين زعموا أن الملائكة إناث وأنهم بنات الإله فعبدوهم معه، وقد ضلوا في ذلك حيث نسبوا أقل القسمين من الأولاد -وهو البنات- إلى الله وهم لا يرضونهن لأنفسهم، بل يتغير وجه أحدهم إذا بشر بولادة الأنثى له، ويحزن ويكره أن يراه الناس يفكر بدفنها حية، فكيف أنف هؤلاء المشركون من ذلك ونسبوه إلى الله والله تعالى له الكمال المطلق من كل وجه؟ إن الإذعان بأنه لا إله غيره وأنه منزه عن سمات الحدوث والتوالد[2].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فبين سبحانه أن الرب الخالق أولى بأن ينزه عن الأمور الناقصة منكم فكيف تجعلون له ما تكرهون أن يكون لكم وتستحيون من إضافته إليكم مع أن ذلك واقع لا محالة ولا تنزهونه عن ذلك وتنفونه عنه وهو أحق بنفي المكروهات المنقصات منكم؟ "[3].
ولم يكتف المشركون بزعم بنوة الملائكة لله، بل عبدوا الملائكة زاعمين أن الله يرضى بهذه العبادة: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} ، وهذا قول في غاية الكفر والكذب، وجعلهم الملائكة إناثًا: كفر واستهانة بمخلوق كريم مقرب إلى الله، [1] سورة النجم آية 19-28. [2] انظر تفسير الطبري 14/123 و25/55 والبحر المحيط 5/503 وتفسير ابن كثير 2/572. [3] موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول 1/19.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 281