responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 236
قاطعًا للحركة لنسكن مما كنا فيه من تعب التصرف والحركة للمعاش نهارًا.
ولو شاء الله بقاء الليل دائمًا أو بقاء النهار دائمًا لفعل, وليس هناك من يستطيع الإتيان بأحدهما, ولذلك قال: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} أي تشكرون الله على مخالفته بين الليل والنهار فتوحدوه وتعبدوه، يقول الطبري: "أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل والنهار عليكم رحمة من الله بكم وحجة منه عليكم فتعلموا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره ولمن له القدرة التي خالف بها بين ذلك ... فعل ذلك بكم لتفردوه بالشكر وتخلصوا له الحمد لأنه لم يشركه في إنعامه عليكم بذلك شريك؛ فلذلك ينبغي أن لا يكون له شريك في الحمد عليه"[1] انتهى باختصار.
هذه النعم توجب على الإنسان أن يشكر المنعم ويوحده ويعبده، وصرف العبادة للأصنام جحود بنعمة الله وكفر به، ففي آية سورة غافر يقول تعالى بعد ذكر نعمته على الناس: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ, ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [2]، فأخبر تعالى أن أكثر الناس لا يقومون بشكر نعم الله عليهم والاعتراف بوحدانيته الذي هو المقصود الأعظم من التذكير بالنعم لقوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُم} أي الذي فعل هذه الأشياء وأنعم بها هو الله الواحد الأحد الذي لا إله غيره ولا رب سواه, فكيف تعبدون الأصنام التي لا تنعم عليكم[3].

[1] تفسير الطبري 20/103-104 وانظر تفسير ابن كثير 3/398.
[2] سورة غافر آية 62.
[3] انظر تفسير الطبري 7/143 وص 283 و14/87 و15/48 و18/20 و19/20 وص32 وانظر تفسير ابن كثير 2/123 وص 158 وص 564 و3/26 وص 320 وص377 و4/86 وانظر تفسير الكشاف 2/244 وانظر التفسير القيم لابن القيم ص391 ومفتاح دار السعادة لابن القيم 1/203- 210.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست