اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 225
القسم الثالث: قصتان لغير الرسل من الموجودين قصة أصحاب الكهف
...
القسم الثالث: قصتان لغير الرسل من الموحدين
1- قصة أصحاب الكهف 1
أصحاب الكهف كانوا مسلمين موحدين، وكان الملك آنذاك عابد وثن، فاكتشف أمرهم فدعاهم لعبادة آلهته وترك دينهم، فأبوا اتباعه وأعلنوا بكل صراحة أن ربهم هو رب السماوات والأرض، فكأنهم استدلوا بالسماوات والأرض على وحدانية الله تعالى, فانطلقوا من توحيد الربوبية للاستدلال على وحدانية الإله المعبود، فرب السماوات والأرض إذن هو الإله, يقول تعالى عنهم: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} [2].
نعم إن الشرك بالله شطط من القول وكذب وافتراء وبهتان عظيم، فلتعلموا يا كفار مكة أي كذب تفترونه بإشراككم بالله الأنداد والأوثان.
ثم يصرح الفتية الموحدون بأن قومهم ليس لهم أية حجة في عبادتهم آلهة من دون الله، وهل أظلم وأطغى ممن يعبد ويعتقد بما ليس له عليه دليل: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} [3]. وهذا هو التقرير الذي قرره هؤلاء الفتية مرة أخرى، وهو أن الشرك كذب وافتراء ولا أظلم ممن زعم ذلك بغير حجة ولا دليل.
ويعتزل الفتية الموحدون قومهم خوفًا من أن يفتنوهم عن دينهم إلى الشرك
1 انظر سورة الكهف آية 9-26 وانظر تفسير الطبري 15/197 وتفسير ابن كثير 3/72. [2] سورة الكهف آية 14. [3] سورة الكهف آية 15.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 225