اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 160
له العبادة أيها الناس دون كل ما تعبدون من الآلهة والأوثان هو الله الذي فلق الحب يعني شق الحب من كل ما ينبت من النبات فأخرج منه الزرع والنوى من كل ما يغرس مما له نواة فأخرج منه الشجر.."[1].
4- ويقول تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [2].
الخضر: هو الزرع والشجر الأخضر. والمتراكب: هو الحب والثمر لأنه يركب بعضه بعضًا. والمشتبه وغير المتشابه: أي متشابه في الورق والشكل وهو مختلف في الطعم واللون.
إن التفكير في النبات والثمار وكيفية تكونها من البذرة حتى صارت زرعًا أخضرَ وثمرًا طيبًا بعد جفافها, واختلاف ألوان الثمار وطعومها مع كونها متشابهة في الشكل والورق لا شك يؤدي لمعرفة الله ووحدانيته، ولذلك حثنا الله على النظر للثمار فقال: {انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} فهي تدل دلالة واضحة على وحدانية الله، لذلك ذم الله تعالى المشركين بعد هذه الآية مباشرة فقال: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ} إلى قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [3].
قال الطبري في تفسيره لهذه الآية: "يا أيها الناس إذا نظرتم إلى ثمره [1] تفسير الطبري 7/280، وانظر تفسير ابن كثير 2/158. [2] سورة الأنعام آية 99. [3] سورة الأنعام من آية 100- 102.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 160