responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 113
وكذلك الفلاسفة القائلون بقدم العالم وأبديته وأن العقل الفعال هو الخالق المدبر لكل ما تحته, ومنهم الذين يقولون بأن النجوم أحياء فاعلة مؤثرة بالخلق، وكذلك من أهل شرك التعطيل القائلين بوحدة الوجود كابن عربي وابن سبعين.
ب- النوع الثاني من شرك الربوبية يكون باعتقاد أكثر من صانع للعالم كالثنوية من المجوس الذين يقولون بوجود أصلين خالقين للعالم وهما: يزدان إله النور ويخلق الخير، وأهرمن: إله الظلمة ويخلق الشر، لكن إله الخير عندهم أحسن من إله الشر.
وكذلك شرك النصارى الذين يقولون بالآب والابن والروح القدس، ولكنهم لم يثبتوا للعالم ثلاثة أرباب منفصلة بل يقولون بأن صانع العالم واحد وهم مضطربون جدًّا في تعبيرهم بالأقانيم الثلاثة لأنهم يفسرون الأقنوم تارة بالخواص وتارة بالأشخاص وأخرى بالصفات[1].
مما سبق يتبين لنا أن العباد جميعًا حتى المشركون في الربوبية هم مفطورون على فساد شرك الربوبية؛ لأن المعطلة كفرعون والدهريين الطبيعيين والشيوعيين والفلاسفة وأهل وحدة الوجود وأمثالهم من المعطلين للصانع هم مقرون في الباطن بالرب سبحانه بدليل رجوع فرعون وماركس ولينين إلى الإيمان عند موتهم.
وأما الذين قالوا بأكثر من صانع للعالم كالثنوية والنصارى، فإنهم لم يسووا بينهم كما بينا, بل يفاضلون بينهم, فيكون شركهم شركًا في بعض الربوبية.
وبهذا يتبين أنه ليس في طوائف العالم قط من يثبت صانعين خالقين متماثلين في

[1] انظر الفتاوى 3/96 ودعوة التوحيد للهراس ص33 وتيسير العزيز الحميد ص27.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست