responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عالم الملائكة الأبرار المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 68
المطلب الثاني
واجب المؤمن تجاه الملائكة
الملائكة عباد الله اختارهم واصطفاهم، ولهم مكانة عند ربهم، والمؤمن الذي يعبد الله، ويتبع رضوانه لا مناص له من أن يتولى الملائكة بالحب والتوقير، ويتجنب كل ما من شأنه أن يسيء إليهم ويؤذيهم، وفي المبحث التالي نتناول شيئاً من ذلك بالبيان والتوضيح.
1- عدم إيذاء الملائكة:
شدَّد العلماء النكير على من يسبُّ الملائكة أو يتكلم بكلام يعيبهم، قال العلامة السيوطي رحمه الله تعالى: " قال القاضي عياض في الشفا: قال سحنون: من شتم ملكاً من الملائكة فعليه القتل، وقال أبو الحسن القابسي في الذي قال لآخر: كأنه وجه مالك الغضبان: لو عرف أنه قصد ذم الملك قتل.
قال القاضي عياض: وهذا فيمن تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة، أو على معين ممن حققنا كونه من الملائكة، ممن نص الله عليه في كتابه، أو حققنا علمه بالخبر المتواتر، والمشتهر المتفق عليه بالإجماع القاطع، كجبريل، وميكائيل، ومالك، وخزنة الجنة وجهنم، والزبانية، وحملة العرش، وعزرائيل، وإسرافيل، ورضوان، والحفظة، ومنكر ونكير.
فأما من لم تثبت الأخبار بتعيينه، ولا وقع الإجماع على كونه من الملائكة كهاروت وماروت، فليس الحكم فيهم، والكافر بهم كالحكم فيمن قدمناه؛ إذ لم تثبت لهم تلك الحرمة " [1] .
ونقل السيوطي عن القرافي المالكي قوله: " اعلم أنه يجب على كل مكلف تعظيم الأنبياء بأسرهم، وكذلك الملائكة، ومن نال من أعراضهم شيئاً فقد كفر، سواء كان بالتعريض أو بالتصريح، فمن قال في رجل يراه شديد البطش: هذا أقسى قلباً من مالك خازن النار، وقال في رجل رآه مشوه الخلق: هذا أوحش من منكر ونكير، فهو كافر، إذا قال ذلك في معرض النقص بالوحاشة، والقساوة " [2] .
2- البعد عن الذنوب والمعاصي:
أعظم ما يؤذي الملائكة الذنوب والمعاصي والكفر والشرك، ولذا فإن أعظم ما يُهْدَى للملائكة ويرضيهم أن يخلص المرء دينه لربه، ويتجنب كل ما يغضبه.
ولذا فإنَّ الملائكة لا تدخل الأماكن والبيوت التي يعصى فيها الله تعالى، أو التي يوجد فها ما يكرهه الله ويبغضه، كالأنصاب والتماثيل والصور، ولا تقرب من تلبس بمعصية كالسكران.
قال ابن كثير [3] : ثبت في الحديث المروي في الصحاح والمسانيد والسنن من حديث جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جُنب) .
وفي رواية عن عاصم بن ضمرة عن علي: (ولا بول) ، وفي رواية رافع عن أبي سعيد مرفوعاً: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو تمثال) ، وفي رواية ذكوان أبي صالح السماك عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصحب الملائكة رفقة معهم كلب أو جرس) [4] .
وروى البزار بإسناد صحيح عن بريدة، رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث لا تقربهم الملائكة: السكران، والمتضمخ بالزعفران، والجنب) [5] .

[1] الحبائك في أخبار الملائك، للسيوطي: 254.
[2] الحبائك في أخبار الملائك، للسيوطي: 255.
[3] البداية والنهاية: 1/55.
[4] البداية والنهاية: 1/55.
[5] صحيح الجامع: 3/70.
اسم الکتاب : عالم الملائكة الأبرار المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست