responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 435
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} فلولا أن الدعاء بمعنى العبادة لما بقى لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} معنى.
فنقول: الربط لا يتوقف على ذلك، بل هناك ثلاثة احتمالات:
(الأول) : ما ذكر، أي يراد بالدعاء العبادة.
و (الثاني) : أن يراد بالعبادة الدعاء، فكما أن العبادة معنى مجازي للدعاء، كذلك الدعاء معنى مجازي للعبادة.
و (الثالث) : أن يراد بكليهما معناهما الحقيقي، وإنما يشكل الربط على هذا التقدير فقط، فوجه الربط على هذا ما ذكره السبكي، وقد ذكرت عبارته فيما تقدم، وقريب منه أن يقال: إن العبادة أعم من الدعاء، فمن استكبر عن الدعاء استكبر عن العبادة فتفطن.
وجملة القول في الباب أن الدعاء معناه الحقيقي طلب جلب النفع ودفع الضر، وأما كونه بمعنى العبادة فممنوع، ولو سلم فهو معنى مجازي ولا يصار إلى المجاز مع إمكان الحقيقة[1].

[1] أكثر ما أورده من النقول مباحث اصطلاحية لا حاجة إليها، والتحقيق أن الدعاء في أصل اللغة النداء الطلب، وهو قسمان: عادي، وعبادي. فما وجهه الداعي إلى مثله من طلب يقدر المدعو على إجابته بمقتضى الأسباب العادية فهو دعاء عادي، وما وجهه إلى من يعتقد أن له قدرة أو سلطاناً غيبياً فوق الأسباب العادية فهو العبادة، سواء أكان المدعو يستجيب له بقدرته الذاتية أم بتأثيره وشفاعته، ووساطته عند ذي القدرة الذاتية. والأول دعاء الموحدين لا يتوجهون فيه إلا إلى ربهم وحده، والثاني دعاء المشركين الذين يتوجهون إلى اثنين فأكثر واحد قادر بذاته وغيره قادر بشفاعته ووساطته عند القادر بذاته وبهذا كان يصرح مشركو العرب كما حكى الله عنهم ومن العجيب أن يخفى هذا الشرك في أعلى أنواع العبادة والفرد الكامل منها على أدعياء العلم وهو الدعاء الديني منذ قرون مع دلالة الآيات الكثيرة عليه دلالة قطعية ومثل الدعاء غيره من الأقوال والأفعال التي يختلف حكمها وتسميتها باختلاف من توجه إليه كالاستعانة والاستغاثة والسجود والطواف، فإن توجهت إلى صاحب القدرة والسلطان الغيبي بالذات أو الوساطة كانت عبادة، وإلا كانت عادة، وكبته رشيد رضا.
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست