responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 433
وأجاب الأولون بأن هذا ترك الظاهر فلا يصار إليه إلا بدليل، وهكذا قال الإمام الرازي.
وقال في فتح البيان: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} قال أكثر المفسرين: المعنى وحدوني واعبدوني أتقبل عبادتكم وأغفر لكم وأجبكم وأثبكم، وقيل: هذا الوعد بالإجابة مقيد بالمشيئة، أي أستجب لكم إن شئت كقوله: {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} ، وقيل: المراد بالدعاء السؤال بجلب النفع ودفع الضرر، قيل: الأول أولى، لأن الدعاء في أكثر استعمالات الكتاب العزيز هو العبادة، قلت: بل الثاني أولى، لأن معنى الدعاء حقيقة وشرعاً هو الطلب، فإن استعمل في غير ذلك فهو مجاز، على أن الدعاء في نفسه باعتبار معناه الحقيقي هو عبادة، بل مخ العبادة كما ورد بذلك الحديث الصحيح، فالله سبحانه قد أمر عباده بدعائه، ووعدهم بالإجابة، ووعده الحق، وما يبدل القول لديه، ولا يخلف الميعاد. اهـ.
وقال في (نزل الأبرار) : وقد حقق العلامة الشوكاني في مؤلفاته أنها بمعنى الدعاء في القرآن وفي الحديث، وعليه الفحول من العلماء في القديم والحديث، وحيث تقرر أن الدعاء عبادة أفتى الراسخون في العلم بأن دعاء من سوى الله كائناً من كان شرك وعبادة لذلك الغير، والبحث في هذا يطول جداً، انظره في كتاب (الدين الخالص) فإن مؤلفه قضى الوطر بذلك. اهـ.
وقال الإمام الرازي: وحقيقة الدعاء استدعاء العبد ربه جل جلاله العناية، واستمداده إياه المعونة، وقال أيضاً: الدعاء مغاير للعبادة في المعنى. اهـ.
وإذا ثبت أن العبادة معنى مجازي للدعاء فلا يصار إليه إلا عند تعذر الحقيقة وفيما نحن فيه تعذر الحقيقة ممنوع.
و (الثالث) : أن الدعاء إذا كانت العبادة معنى مجازياً له فما العلاقة بينهما؟ فنقول: العلاقة بينهما إما العموم والخصوص فإن العبادة عام والدعاء خاص، قال العلامة تقي الدين السبكي: الأولى حمل الدعاء في الآية على ظاهره، وأما قوله بعد ذلك: {عَنْ

اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست