responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 425
عليه فتذكر.
وقال العلامة الإمام الحسن بن خالد في كتاب (منفعة قوت القلوب، وفي إخلاص توحيد علام الغيوب) : وليس السواد الأعظم إلا أهل الحق وإن قلوا. اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في الكلام على قوله تعالى: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا} . الآية: الغرباء في هذا العالم هم أهل الصفة المذكورة في هذه الآية، وهم الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء". قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون إذا أفسد الناس" وفي حديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده: "طوبى للغرباء" قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" فأهل الإسلام بين أكثر الناس غرباء، وأهل الإيمان بين أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين تميزوا بها عن الأهواء والبدع فيهم غرباء، والداعون إليها الصابرون على الأذى فهيا أشد غربة، ولكن هؤلاء المخالفين لهم هم أهل الله حقا، فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين، قال الله تعالى فيهم: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فأولئك هم الغرباء إلى الله ورسوله، وغربتهم هي الرغبة الموحشة الوحشة، وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم، فالغربة على ثلاثة أنواع: غربة أهل الله وأهل سنة رسوله بين هذا الخلق وبين الغربة التي مدح رسوله صلى الله عليه وسلم وأخبر عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريباً وأنه سيعود غريباً وأن أهله يصيرون غرباء، وقال الحسن: المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا يناقش في عزها، للناس حال وله حال، ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا طريق

اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست