اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 423
أني أكفر جميع الناس إلا من ابتعني وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟ إلى أن قال: وأما التكفير، فأنا أكفر من عرف دين الرسل، ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليس كذلك.
وقال رحمه الله في رسالته للشريف: وأما الكذب والبهتان مثل قولهم إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهم لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
فإذا كان هذا كلام الشيخ رحمه الله فيمن عبد الصنم الذي على القبور إذا لم يتيسر له من يعلمه ويبلغه الحجة، فكيف يطلق على الحرمين أنها بلاد كفر؟ اهـ.
وإذا ما عرفت ما ذكرنا لك من العبارات، فاعلم أن الكلام على ما نقل المؤلف عن الشيخ محمد بن سليمان الكردي المدني بوجوه:
(الأول) : أنه يطالب بتصحيح النقل فالاعتماد مرتفع عن نقله.
و (الثاني) : أن دعوى كون محمد بن عبد الوهاب من تلامذة الشيخ المذكور مفتقرة إلى التبيين.
و (الثالث) : أنه لا يعلم من حال الشيخ المذكور ما يدل على أنه من أهل العلم والديانة حتى يعول على قوله.
و (الرابع) : أنه بعد ثبوت صحة ما نقل وكون الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تلامذة المذكور، وكون الشيخ المذكور من العلماء الراسخين المتدينين، يحتمل أن يكون نصحه المذكور مبينا على ما اشتهر على ألسنة أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 423