اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 371
أقول: العمدة في الباب ما جاء عن العتبي وهو مما لا تقوم به الحجة كما تقدم، واستحباب أهل المذاهب الأربعة سلفهم وخلفهم ذلك بعد التسليم ليس من الحجة في شيء[1].
قوله: وقد جاءت صورة النداء أيضا في التشهد الذي يقرؤه الإنسان في كل صلاة حيث يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
أقول: كون النداء حقيقياً هناك ممنوع، وليس فيه طلب شيء فلم يكن مما نحن فيه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم) : وقوله يا محمد يا نبي الله، هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب فيخاطب المشهود بالقلب كما يقول المصلي السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، والإنسان يفعل مثل هذا كثيراً، يخاطب من يتصوره في نفسه وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب. اهـ.
قال الحافظ في الفتح: فإن قيل ما الحكمة في العدول عن الغيبة إلى الخطاب في قول "عليك أيها النبي" مع أن لفظ الغيبة هو الذي يقتضيه السياق كأن يقول: "السلام على النبي" فينتقل من تحية الله إلى تحية النبي ثم إلى تحية النفس ثم إلى الصالحين؟ أجاب الطيبي بما محصله نحن نتبع لفظ الرسول بعينه الذي كان علمه الصحابة، ويحتمل أن يقال على طريق أهل العرفان: إن المصلين لما استفتحوا باب الملكوت بالتحيات أذن لهم بالدخول في حريم الحي الذي لا يموت، فقرت أعينهم بالمناجاة، فنبهوا على أن ذلك بواسطة نبي الرحمة، وبركة متابعته، فالتفتوا فإذا الحبيب في حرم الحبيب حاضر، فأقبلوا عليه قائلين: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته". اهـ. [1] يعني أن صح النقل عنهم فليس بحجة لأنهم مقلدون ومذاهبهم متفقة على أن الحجة إجماع المجتهدين وأن المقلدين لا حجة ولا عبرة بأقوالهم ولا بأفعالهم، على أن مثل هذا القول لا يصح ثبوته إلا بنص من الكتاب أو السنة لأنه ليس من المسائل الاجتهادية، وكتبه محمد رشيد رضا.
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 371