اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 354
نظر فقال: "ما شأنكم؟ " فقالوا: تنبهنا فلم نرك حيث كنت، خشينا أن يكون أصابك شيء فجئنا نطلبك، قال: "أتاني آت في منامي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة أو شفاعة، فاخترت لهم الشفاعة" فقلنا: إنا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لما أدخلتنا في شفاعتك، فدعا لهم، قال فاجتمع عليه الناس وقالوا مثل مقالتنا وكثر الناس فقال: "إني جاعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً" رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفي رواية عند أحمد: فقالا ادع الله يا رسول الله أن يجعلنا في شفاعتك، فقال: "أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئاً في شفاعتي" ورجالهما رجال الصحيح، غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق وفيه ضعف، ورواه البزار باختصار، ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ بن جبل، كذا في مجمع الزوائد.
وفي الباب عن أبي موسى رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات.
وعن مصعب الأسلمي قال: انطلق غلام منا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أني سائلك سؤالاً، قال: "ما هو؟ " قال أسألك أن تجعلني ممن تشفع له يوم القيامة، قال: "من أمرك بهذا، ومن علمك هذا، ومن دلك على هذا؟ " قال ما أمرني به أحد إلا نفسي. قال: "فإنك ممن أشفع له يوم القيامة". رواه الطبراني ورجاله رحال الصحيح"، وعن عوف بن مالك الأشجعي رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها ثقات، وعن أبي بن كعب صاحب الحرير رواه الطبراني في الأوسط، وفيه علي بن قرة بن حبيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وهذا كله في مجمع الزوائد.
وكذا طلب هذه الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أيضاً ثابت بأحاديث صحيحة مروية في الصحاح وغيرها:
منها حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون: لو استشفعنا ربنا فيريحنا من مكاننا. فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا" وهذا حديث طويل فيه: فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 354