المسألة الرابعة عشرة: نفيهم الحق وإثباتهم الباطل
...
نفيهم الحق وإثباتهم الباطل
المسألة الرابعة عشرة
[إِنَّ كُلَّ مَا تَقَدَّمَ مَبْنِيٌّ عَلَى قَاعِدَةٍ وَهِيَ: النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ؛ فَيَتَّبِعُونَ الهَوَى وَالظَّنَّ، ويُعْرِضُونَ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ] .
الشرح
كل ما تقدم من المسائل التي ذكرها الشيخ عن أهل الجاهلية إنما مبنية على النفي والإثبات، فهم يثبتون ما نفاه الله، وينفون ما أثبته الله، ولذلك وقعوا في الضلال. فالله جل وعلا نفى الشرك وأثبت التوحيد، وأمر التوحيد. وهم عكسوا؛ فأثبتوا الشرك، ونفوا التوحيد، فعكسوا معنى (لا إله إلا الله) تماماً، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [العنكبوت: 52] الإيمان بالباطل هو المنفي، وهم آمنوا به وأثبتوه، بدلاً من أن يكفروا به، والإيمان بالله هو الإثبات، وهم كفروا بالله، فنفوا المثبت حيث آمنوا بالباطل، فأثبتوا المنفي ونفوا المثبت، حيث كفروا بالله.