تقربهم إلى الله بترك الطيبات من الرزق وبترك الزينة
المسألتان الثانية والثالثة والسبعون
[تَعَبُّدُهُمْ بِتَرْكِ الطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، وَتَرْكِ الزِّينَةِ فِي اللِّبَاسِ] .
الشرح
أي: تقربهم إلى الله بترك الطيبات من الرزق، وترك لباس الزينة، وهذا عند النصارى ومن شابههم من الصوفية المنتسبين للإسلام، يتركون الطيبات تعبداً لله عز وجل، فلا يتزوجون النساء، ولا يأكلون من الطيبات، ويتقشفون في المآكل والمشارب والملابس، يزعمون أن هذا عبادة لله؛ ولهذا قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] ، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] .
وكذلك حرّموا بعض بهيمة الأنعام. والله قد أباح بهيمة الأنعام، فقال: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} [المائدة: 1] ، فحرموا