ومشيئتهم، فالفعل منسوب إليهم، ولذلك يعاقبون على المعاصي، ويثابون على الطاعات، وإن كانت مقدرة من الله سبحانه وتعالى، فإنهم إنما يجازون على فعالهم لا على القدر.
ولمّا بيّن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقال: "ما منكم من أحد إلا ومقعده معلوم من الجنة أو النار" قالوا: يا رسول الله، ألا نتكل على كتابنا ونترك العمل؟ قال صلى الله عليه وسلم: "اعملوا، فكل ميسر لما خلق له" [1]، فأنزل الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10] .
فالعبد يعمل من جانبه الخير، ويتجنب الشر، وأما القدر فهو سر الله سبحانه وتعالى، لا تبحث فيه؛ لأنه لا يعنيك، ولن تصل إلى نتيجة.
وقد تلخّص من هذه المسائل: أن الناس في القدر مع الشرع، انقسموا إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: من يثبت القدر، وينفي الشرع. وهم الجبرية. [1] أخرجه البخاري رقم 4945، 4947، ومسلم رقم 2647.