المسألة السادسة والثلاثون: تقربهم إلى الله بتحريم الحلال وتحليل الحرام
...
تقربهم إلى الله بتحريم الحلال وتحليل الحرام
المسألة السادسة والثلاثون
[التَّعَبُّدُ بتَحْريم الحَلاَلِ، كما تَعَبَّدوا بالشرك]
الشرح
من مسائل أهل الجاهلية: تعبدهم – أي: تقربهم إلى الله – بتحريم ما أوجب الله، فحرموا ستر العورة في الطواف كما سبق من حال المشركين.
وكذلك اليهود والنصارى، فالنصارى: حرموا على أنفسهم كثيراً من الطيبات، واليهود أباحوا لأنفسهم ما حرم الله مثل الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل، والمشركون حرموا أنواعاً من بهيمة الأنعام، منها البحيرة والسائبة والوصيلة، أنواع من الأنعام يسمونها بهذه الأسماء، ويحرمونها للأصنام، وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87] ، فالمؤمن لا يتشدد في تحريم ما أحل الله، ولا يتساهل ويستبيح المحرمات؛ بل يكون