مانعة من قبول الحق.
والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه اليهودي، وقال: إنّكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشاء محمد أمر أن يقولو: " ماشاء الله وحده " ولا يقولو ماشاء الله وشاء محمد [1]. فالنبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا الحق، وأمر أَصحابه بترك الخطأ.
وكذلك الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم من أحبار اليهود وقال: إن الله يطوي السموات بيمينه، ويحمل الجبال على أصبع، والأرضين على أصبع ... إلى آخر الحديث، فالنبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه؛ تصديقاً لهذا الحبر [2]، وأنزل الله قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67] ، فلما طابق قول هذا الحبر من اليهود الحق، قلبه النبي صلى الله عليه وسلم وسُرَّ به. [1] عن قتيلة امرأة من جهينة: أن يهودياًّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم تُندِّدون وإنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبة ويقولوا: ما شاء الله ثم شئت". أخرجه النسائي (7/10 رقم 3782) ، وبنحوه عند ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان (2/550 رقم 2118) ، وأحمد في المسند (6/ 371- 372) ، والبيهقي في الكبرى (3/ 54) . [2] أخرجه البخاري (رقم 4811، 7414، 7415) ، ومسلم (2786) .