responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان    الجزء : 1  صفحة : 73
يعني: من القبور {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر: 6، 7] ، يكسون الأرض من كثرتهم، {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي} منقادين لا يتأخر أحد، لا الكافر ولا المسلم، لا يتأخر أحد منهم ولا يستطيع التأخر، وفي الآية الأخرى: {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43] ، نصب: علم يذهبون إليه ويسرعون إليه، تسوقهم الملائكة ولا أحد يتخلف.
وذلك أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بعث من في القبور أرسل عليها نوعا من المطر ينزل من السماء لا يمنع منه شيء، لا السقوف ولا غيرها، ينفذ إلى الأرض، ويدخل إلى الأجسام في القبور، فتنبت مثلما ينبت الحب، وتنبني الأجسام كما كانت، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} [الروم: 25] ، {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} [ق: 41] ، ينادي مناد فيقول: أيضا العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء. فيجتمع الإنسان من الأرض، يجتمع بدنه كما كان إلا أنه ليس فيه روح، حتى إنه لو مر عليه أحد يعرفه في الدنيا لقال: هذا فلان. ما تغير منه شيء.
ثم يؤمر إسرافيل فينفخ في الصور فتتطاير الأرواح؛ لأن الأرواح مجموعة في الصور، تتطاير كل روح إلى جسدها، ثم يحيون ويؤمرون بالمسير إلى المحشر، يقومون من قبورهم ويسيرون إلى المحشر، ثم يجتمعون في المحشر، فيقفون على أقدامهم في ضنك وضيق وحر شديد، وتدنو الشمس من رؤوسهم ويأخذهم العرق والزحام الشديد؛

اسم الکتاب : شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست