وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] [23] .
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} .
الحاسد: هو الذي يتمنى زوال النعمة عن الغير، إذا رأى على أحد نعمة فإنه يغتاظ ويتمنى زوال هذه النعمة حسدًا وبغيًا - والعياذ بالله -، وهو من أعظم الخصال المذمومة؛ لأن فيه اعتراضًا على الله، وفيه إساءة إلى الخلق.
ويدخل فيه العائن، الذي يصيب بنظرته؛ لأن الإصابة بالعين نوع من الحسد، فأنت تستعيذ بالله من هذه الشرور، فدل على أن الاستعاذة عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله، فلا تستعيذ بالمخلوق ومن استعاذ بمخلوق فقد أشرك بالله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «وإذا استعنت فاستعن بالله» . [23] وفي قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أمر الله عز وجل بالاستعاذة برب الناس ملك الناس إله