الإنابة ودليلها
وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر: 54] [20] .
خواص الخلق من الملائكة والرسل والأولياء والصالحين يكونون على غاية عظيمة من خشية الله عز وجل والخوف منه سبحانه وتعالى والرهبة منه، فالرهبة والخوف والخشية، كلها بمعنى واحد وإن كان بعضها أخص من بعض، إلا أنها يجمعها الخوف من الله سبحانه وتعالى، وهذه من صفات الأنبياء وعباد الله الصالحين، وهي أنواع عظيمة من أنواع العبادة، وهي من أعمال القلوب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. [20] الإنابة: الرجوع وهي بمعنى التوبة، والتوبة والإنابة بمعنى واحد. ولكن بعض العلماء يقول: الإنابة أخص من التوبة أي: آكد لأنها توبة مع إقبال إلى الله عز وجل، أي: توبة خاصة، والإنسان قد يتوب ويترك الذنب ولا يعود إليه، ويندم عليه، ولكن قد يكون في الإقبال على الله إقبال ضعيف، أما الإنابة فهي إقبال على الله عز وجل، ولهذا قال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} أي: ارجعوا له، وأقبلوا عليه سبحانه