قوله - رحمه الله -: مثل الإسلام والإيمان والإحسان: هذه الأنواع الثلاثة أعظم أنواع العبادات، الإسلام والإيمان والإحسان، وسيأتي شرحها في كلام الشيخ - رحمه الله - في الأصل الثاني، وذكرها هنا لأنها من أنواع العبادة، فالإسلام بأركانه الخمسة: الشهادتان وَإِقَامُ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَحَجُّ بيت الله الحرام، هذه كلها عبادات مالية وبدنية، وكذلك الإيمان بأركانه الستة، وهو من أعمال القلوب: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، هذه عبادة قلبية.
كذلك الإحسان، وهو ركن واحد، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذا أعلى أنواع العبادة، لأن الإحسان هو أعلى أنواع العبادة. وهذه تسمى مراتب الدين، لأن مجموعها هو الدين، لأن جبريل لما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - بحضرة أصحابه وأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام والإيمان والإحسان قَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُم» ، فسمي هذه الثلاثة الدين.