وكل ما سِوَى اللهِ عَالَمٌ وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العالم [4]
[4] ثم بين الشيخ - رحمه الله - وجه الاستدلال بهذه الآية.
فقوله: وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم: فيكون الله ربي؛ لأن الله رب العالمين، وأنا واحد من العالمين، فيكون الله ربي، فلا أحد يستطيع أن يقول: أنا لي رب غير رب العالمين، لا الكافر ولا المسلم، هذا لا يمكن أبدا، ولا يقوله عاقل، هذا دليل على ربوبية الله - عز وجل - وما دام أنه رب العالمين فهو المستحق للعبادة، وهذا يبطل عبادة غيره سبحانه وتعالى، ولذلك قال بعدها: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] .
وهذا يفيد الحصر، لأن تقديم المعمول - إياك - وتأخير العامل - نعبد - يدل على الحصر، فإياك نعبد يختلف عن نعبدك، لأن نعبد هذا إثبات فقط، لكن إياك نعبد يتضمن النفي والإثبات، أي لا نعبد غيرك، والعبادة لا تصح إلا مع النفي والإثبات، وهو معنى لا إله إلا الله، فيها نفي وإثبات، نفي الألوهية عما سوى الله، وإثباتها لله - عز وجل -.