اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية للهراس المؤلف : هراس، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 307
يتأوَّل النصَّ ويردُّه إلى الرأي والآراء المختلفة، فيَؤول أمرُه إلى الحيرة والضلال والشك.
قال أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي صنّفه ((أقسام اللذات)) : ((لقد تأمّلت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيتُ أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [1] ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [2] ، وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [3] ، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [4]) ) .
ثم قال: ((ومن جرَّب مثل تجربتي؛ عرف مثل معرفتي)) .
وقال أبو المعالي الجويني: ((يا أصحابنا! لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أنّ الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ؛ ما اشتغلت به)) .
وقال عند موته: ((لقد خضتُ البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن؛ فإن لم يتداركني ربي برحمته؛ فالويل لابن الجويني، وها أنذا أموتُ على عقيدة أمي (أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور)) ) .
ومن يصل إلى مثل هذه الحالة، إن لم يتداركه الله برحمته، وإلا؛ [1] طه: (5) . [2] فاطر: (10) . [3] الشورى: (11) . [4] طه: (110) .
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية للهراس المؤلف : هراس، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 307