responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 70
والصواب أنها آية يعني قيل: إنها آية من كل سورة وقيل: إنها آية أنزلت للفصل بين السور والدلالة على ابتداء السورة وهذا أوجه أي أنها آية من القرآن أنزلت للدلالة على أوائل السور والفصل بين السور وهذان الاسمان الرحمن الرحيم قد جاءا في مواضع كثيرة من القرآن "الرحمن الرحيم" جاءا مقترنين كما في البسملة وفي مواضع أخرى كقوله، -تعالى-: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) } [1] وجاء يعني مُتفرِّقَيْن يعني ذُكِر الرحمن في مواضع وحده والرحيم يذكر وحده أو مع اسم آخر فالرحيم قُرِن باسم آخر كالغفور والرءوف، {إِن اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) } [2] {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) } [3] وهذان الاسمان من أسماء الله الحسنى فهو الرحمن وهو الرحيم.
والمشهور في الفرق بينهما أن الرحمن يدل على الرحمة العامة والرحيم يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين، وقال بعضهم: الرحمن يعني في الدنيا والآخرة والرحيم يعني في الآخرة وهذا قريب من الذي قبله والحق أنه -سبحانه وتعالى- الرحمن الرحيم في الدنيا والآخرة.
وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: الرحمن الرحيم اسمان رقيقان يعني يدلان على الرحمة وهي معنًى فيه رقَّة يعني فيه الرحمة تقتضي الإحسان والإنعام والإكرام ولا يقال: إن هذا تفسير للرحمة؛ لأنها صفة معقولة المعنى وضد الرحمة القسوة وضد الرحمة العذاب: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) } [4] {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) } [5] .

[1] - سورة البقرة آية: 163.
[2] - سورة البقرة آية: 143.
[3] - سورة البقرة آية: 218.
[4] - سورة الإسراء آية: 54.
[5] - سورة العنكبوت آية: 21.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست