بعد هذا يقول الشيخ: وقد دخل في هذه الجملة ما وَصَف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تَعْدِل ثُلُث القرآن" وهي قوله -سبحانه- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [1] اللَّهُ الصَّمَدُ [2] لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [3] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4) } [2] هذه سورة الإخلاص؛ لأنها متضمنة للتوحيد العلمي الخبري المستلزم لتوحيد العبادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي - عليه الصلاة والسلام- أنه قال: " والذي نفسي بيده إنها- يعني {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [1] } [3] - تعدل ثلث القرآن " تعدل ثلث القرآن من حيث الثواب، فتلاوتها مرة واحدة يعدل ثلث
القرآن.
ولكن هذا لا يعني الاكتفاء بها عن القرآن فلا بد من تلاوة سائر القرآن وتدبُّر س ائر النصوص لكن هذا دليل على فضْل هذه السورة وفضْل تلاوتها وذَكَر بعض أهل العلم كذلك أن سورة إنما كانت تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أثلاث: خبرٌ عن الله يعني خبر عن أسمائه وصفاته وأفعاله، وخبر وقصص وهو خبر عن الخلق عن الرسل وأممهم وعن بَدْء الخلق وعن اليوم الآخر وهذا نوع والثالث: الأوامر والنواهي.
فالقرآن توحيد وقصص وشرائع أوامر ونواهي. [1] - سورة الإخلاص آية: 1. [2] - سورة الإخلاص آية: 1-4. [3] - سورة الإخلاص آية: 1.