وهذا يعني بشائر أو بشارات على وجه التعيين فلان وفلان وفلان، وتقدم أنه ممن يُشهد لهم بالجنة كل من بايع تحت الشجرة، أهل بيعة الرضوان كلهم قال فيهم الرسول -عليه الصلاة والسلام-: " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " فهذا يقتضي أن أهل السنة والجماعة يقفون مع النصوص ويجرون مع النصوص، يؤمنون بكل ما أخبر الله به في كتابه، أو أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق.
منهج أهل السنة النهي عن الخوض فيما وقع من الخلاف والنزاع والحروب بين الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورن. إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.
وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة، أو يستر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم.
وقد ثبت؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنهم خير القرون، وإن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب، فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه.