فالمعطلة قد كذبوا ما أخبر الله به ورسوله من أسمائه تعالى وصفاته، وهو تعالى أصدق الصادقين، وهو أعلم بنفسه سبحانه، وكأن هؤلاء الذين جحدوا ما وصف الله به نفسه كأنهم ادعوا لأنفسهم أنهم أعلم بالله من الله، وأعلم بالله من رسول الله، وهذا من أبطل الباطل، وأسفه السفه، وأعظم الجهل، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) } [1] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) } [2] . ما يجب في صفاته تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "ثم رسله صادقون مصدقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } [3] .
فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات.
فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون، فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [1] اللَّهُ الصَّمَدُ [2] لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [3] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد [4] } [4] . [1] - سورة النساء آية: 122. [2] - سورة النساء آية: 87. [3] - سورة الصافات آية: 180-182. [4] - سورة الإخلاص آية: 1-4.