فالنار يضيقها الرب حتى تمتلئ، وأما الجنة فإذا دخل أهل الجنة يبقى فيها فضل، فهي واسعة، مع كثرة من يدخلها من عباد الله، فينشئ الله لها أقواما فيسكنهم الجنة برحمته -سبحانه تعالى-، أما النار فإنه لا يعذب بها إلا المستحقين لعذابه، نعوذ بالله من عذاب الله.
فالمقصود أن هذه الصفات التي تضمنتها هذه الأحاديث كلها إنما ثبتت بالسنة، وليس في القرآن -فيما أعلم- ما يدل عليها.
أما ما بعد هذه الأحاديث إلى آخر ما أورده الشيخ فكلها قد دلت على صفات دل عليها القرآن: التكليم، العلو -مثلا-، القرب، إثبات بعض الأسماء: كالأول والآخر إلى آخره، إثبات الرؤية، والله أعلم.
وبهذا -يعني- نكون قد فرغنا من استعراض كل ما تضمنه هذا الفصل من الأحاديث، ونقف عند ختام هذا الفصل الذي ضمنه الشيخ -يعني- مقارنة بين أهل السنة وسائر طوائف المبتدعة، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد. إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: وقوله - صلى الله عليه وسلم - " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا " متفق عليه.
موقف أهل السنة والجماعة التي فيها إثبات الصفات الربانية
إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه بما يخبر به.
فإن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- يؤمنون بذلك، كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
بل هم الوسط في فِرَق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم.
مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة
فهم وسطهم في باب صفات الله -سبحانه وتعالى-، بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة.