responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 122
ونفي الولي من الذل يتضمن كمال عزته وكمال قوته وقدرته وولايته لأوليائه، لم يكن لحاجة به إليهم ولذل يلحقه -تعالى وتقدس- بل هو القوي العزيز، وهو القدير المقتدر؛ ولهذا قال -سبحانه-: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) } [1] عظم ربك تعظيما قولا وفعلا بالقول وبالفعل فهو الكبير المتعال، وهو أكبر من كل شيء، الله أكبر الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
ومن الآيات التي سيقت، وهي لعلها آخر الآيات قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [2] الفواحش الفعلات المنكرة البالغة في القبح غايته فاحشة هي الفعلة الشنعاء التي تستفحشها وتستقبحها الفطر السليمة والعقول المستقيمة، {الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ} [3] البغي على الخلق، {وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ} [4] ولعل هذا هو الشاهد، فتحريم الشرك بالله يتضمن نفي الشريك يتضمن أنه لا شريك له، كما أن قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [5] نهى عن جعل الأنداد لله؛ لأنه لا ند له، فلما كان -تعالى- لا ند له حرم على عباده أن يتخذوا له أندادا؛ لأن ما يتخذونه أندادا وشركاء هي ليست أنداد ولا شركاء إلا في زعم المشركين وإلا في ظن المشركين، وإلا فهي مخلوقات مربوبة ناقصة عاجزة، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون.

[1] - سورة الإسراء آية: 111.
[2] - سورة الأعراف آية: 33.
[3] - سورة الأعراف آية: 33.
[4] - سورة الأعراف آية: 33.
[5] - سورة البقرة آية: 22.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست