اسم الکتاب : شرح العقيدة السفارينية المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 21
فإذا قال الله عن نفسه عز وجل:) بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) (المائدة: الآية 64) (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (صّ: 75) فلا يمكن لعاقل أبدا أن يعتقد أو يتصور أن يد الله عز وجل كيد المخلوق. وكيف يمكن ذلك والله عز وجل يقول:) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر: 67) ويقول تعالى:) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء: 104) .
فالإنسان الكاتب يطوي الكتاب بسهولة، لكن هل يمكن للبشر كلهم أن يطووا واحدة من السماوات؟ لا يمكن أبدا. إذا هؤلاء الممثلة ضالون لم يقدروا الله حق قدره.
وهل هم كافرون بذلك؟ نعم كافرون لان الله عز وجل يقول:) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: الآية 11)) فإذا قال قائل: بل مثله شيء فقد كذب الخبر، وتكذيب خبر الله كفر، ولهذا قال نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله - شيخ البخاري: ((من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها)) [1] ، فإذا هؤلاء ضالون وكفار أيضا.
ومن هذا ما ينشر في الأفلام الكرتونية حيث إنهم يشبهون الله عز وجل بشيخ رهيب، مزعج المنظر، ذي لحية طويلة، عملاق، فوق السحاب، يسخر الرياح ويعمل ما يريد، والحقيقة أني اشهد الله أن هذا نشر للكفر الصريح، لان الصبي إذا شاهد مثل هذا وفي أول تمييزه، سوف ينطبع في [1] انظر مجموع الفتاوى 5/110.
اسم الکتاب : شرح العقيدة السفارينية المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 21