responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 56
وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله

نعم كل العباد يتقلبون بين مشيئته وفضله كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) } هو -سبحانه وتعالى- يهدي من يشاء فضلا منه وإحسانا، ويضل من يشاء مشيئة وحكمة وعدلا {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) } .
الله -سبحانه وتعالى- عليم بالمحال التي تصلح للهداية، عليم بالمحل الذي يصلح لغرس الكرامة فيهديه، وعليم بالمحل الذي لا يصلح لغرس الكرامة فلا يهديه.
وهو -سبحانه وتعالى- يتصرف في عباده، والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، والله تعالى وضع الأشياء في مواضعها، ولا يكون الإنسان ظالما، ولا يكون أحد ظالما، ولا يكون الشخص ظالما إلا إذا منع الشخص مما يستحقه.
والله تعالى ما منع الكافر شيئا يستحقه، فالهداية والإضلال ملكه وبيده -سبحانه وتعالى- فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء، يهدي من يشاء فضلا وإحسانا، ويضل من يشاء مشيئة وحكمة وعدلا.
والعباد والناس كلهم خلق الله وعبيده يتصرف فيهم، ولم يمنع أحدا شيئا له حتى يكون ظالما، فالظلم هو أن تمنع أحدا من حقه، أو تُحمّله أوزار غيره؛ ولهذا قال: {لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) } .
والظلم يختلف الناس في تفسيره، ولعله يأتي - إن شاء الله- في العقيدة بيان الظلم، حقيقة الظلم، وأقسامه، والأقوال فيه. نعم.
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست