responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 46
ج: أنصحك بأن تقطع التفكير الخيالي في الله -تعالى- وتعلم أن الله -سبحانه وتعالى- فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، والله -تعالى- لا يماثله أحد من خلقه، وعليك أن تفكر بأسماء الله وصفاته؛ لأن العباد كما تدري يعلمون الله بأسمائه وصفاته، ولا يعلمون كنهه لا يعلم كنهه وكيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، ولهذا قال سبحانه: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) } أما تخيُّل العرش سهلٌ لعرش مخلوق. نعم.
س: أحسن الله إليكم، يقول السائل: ذكرتم البارحة الكلام في أنواع..؟ .
ج: لا تلق الحديث، حديث أبي هريرة: (إن الشيطان يأتي للإنسان، ويقول له من خلق كذا؟ ومن خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟، قال النبي: فإذا وجد ذلك أحدكم فلينته) يعني يقطع التفكير وليستعذ بالله من الشيطان، وجاء في حديث آخر في غير الصحيح: (وليقرأ الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) .
يقطع التفكير ويقول: آمنت بالله ورسله. الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فليقطع التفكير، ويقول: آمنت بالله ورسله. الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ويفكر في أسماء الله وصفاته. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ذكرتم البارحة الكلام في أنواع الإرادة، وبناء على ذلك فهل يجوز للشخص إذا سئل عن شيء لم يفعله من أمور العبادة أن يقول ما أراد الله ذلك؟ .
ج: لا. لا يقول: ما أراد الله ذلك إلا أراد الإرادة الكونية، وأما إذا أراد الإرادة الدينية فلا؛ لأن الله أراد ذلك وأحب أن العبد أن يفعل الواجبات والمستحبات وبالمناسبة أن الإرادتين: الإرادة الكونية والإرادة القدرية من الفروق بينهما أن الإرادة الكونية لا تتخلف، لا يتخلف المراد بخلاف الإرادة الدينية فقد تتخلف، فإذا أراد الله كونا وقدرا للعبد أن يفعل لا بد أن يفعل لا يتخلف. فلا يتخلف أحد عن الموت إن أراد الله له الموت لا يتخلف.
أما الإرادة الدينية فقد يقع مرادها، وقد لا يقع فالله -تعالى- أمر جميع الناس جميع المؤمنين قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} من الناس من صلى ومنهم من لم يصل ويجتمعان في حق المؤمن المطيع كأبي بكر فالله أراد له الإيمان كونا وقدرا، وأراد له الإيمان دينا وشرعا، وتتخلف الإرادة الدينية كما في أبي لهب فالله أراد من أبي لهب الإيمان شرعا ودينا لكنه ما أراد له كونا وقدرا فوقعت الإرادة الكونية.
إذًا الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها، والإرادة الدينية قد يتخلف مرادها. الإرادة أيضا الإرادة الكونية تتعلق بفعل المريد وهو الله، والإرادة الدينية تتعلق بفعل العبد، الله أراد من العبد أن يصلي وأن يصوم، فإن أراده كونا وقدرا وقع وإن لم يرد لم يقع نعم.
س: أحسن الله إليكم. كيف يكون الجمع بين الآجال المضروبة، وبين حديث (وينسأ له في أجله…) وبين حديث (إن الدعاء والقدر ليعتلجان في السماء …) ؟ .
ج: نعم هذه من المباحث الداخلة في هذا ذكرنا السائل قوله في الحديث: (إن صلة الرحم تزيد في العمر) وفي الحديث: (من أحب أن ينسأ له في أثره، من أحب أن يبسط له رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) (لا يزيد في العمر إلا الصلة) .
فصلة الرحم تزيد في العمر بمعنى أن الله قدر هذا الشيء في سببه قدر أن هذا يطول عمره بصلة الرحم قدر الأمرين صلة الرحم وطول العمر، ولأنه لا بد من وقوع صلة الرحم لكن للسبب. فالقضاء ينقسم إلى قسمين قضاء مبرم هذا لا يتخلف وقضاء معلق بالسبب كما في حديث قدسي (أن الله -تعالى- قال: وإني إذا قضيت قضاء يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد …) يعني قضاء مبرما، أما القضاء غير المبرم المعلق بالسبب فهذا معلق بسبب يقع بسبب.
فمثلا قدر الله على هذا أن يطول عمره بصلة الرحم وقدر أن هذا ينقص عمره بقطيعة الرحم، فالأمران مقدران طول العمر والصلة هذا هو السبب، والأمران مقدران قصر العمر والسبب الذي هو القطيعة. وأما قوله-تعالى- {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} والمراد وما ينقص من عمر معمر آخر {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} .
كقوله: عندي درهم ونصفه يعني نصف درهم آخر ليس الدرهم الأول. مثل قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} .أي: من عمر معمر آخر إلا في كتاب، وكذلك أيضا الدعاء قد يكون سببا إذ قدر الله، كتب الله أن يحصل المقدور بهذا السبب يكون الأمران مقدران. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: هل يجوز الحلف بمثل هذه العبارات: وحياة الله أو وعلم الله، أو مصحف الله، أو وكلام الله؟ .

اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست