responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 42
خلق الخلق بعلمه

خلق الخلق بعلمه -سبحانه وتعالى- فهو لا يخفى عليه شيء في الأرض، ولا في السماء وهو عليم بكل شيء كما قال -سبحانه-: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) } وقال سبحانه: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) } خلق الخلق بعلمه قال -سبحانه-: {* وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) } {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) } .
وهو -سبحانه وتعالى- خلق الخلق بعلمه، وهو -سبحانه وتعالى- يعلمهم قبل خلقهم ويعلمهم بعد خلقهم. وهذا فيه رد أراد المؤلف الرد على المعتزلة الذين يقولون: إنه لا يعلم الخلق إلا بعد خلقه، وهذا من أبطل الباطل؛ لأن علم الله شامل للماضي والحاضر والمستقبل فهو سبحانه يعلم ما كان في الماضي ويعلم ما يكون في المستقبل والحاضر، وأيضا يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون، يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون.
فالشيء الذي لم يكن يعلمه لو كان كما في قوله سبحانه عن الكفار الذين سألوا الرجعة إلى الدنيا قال سبحانه: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) } هذا علمه بحالهم لو ردوا وهو يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون؛ ومثل قوله الله عز وجل {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) } هذا علمه بحالهم؛ بالشيء الذي لم يكن لو كان كيف يكون.
ومثل قول الله - سبحانه تعالى- في المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة "تبوك": {* وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) } هذا من علمه -سبحانه وتعالى- بما لم يكن أن لو كان كيف يكون.
يعلم سبحانه لو خرجوا ماذا يحصل {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} يعني شرا بعضهم يقولون: إن الشر هو الفتنة والفساد {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) } وهذا من لطفه سبحانه بعباده أنه ثبطهم ومنعهم حتى لا يفسدوا على عباد الله المؤمنين نعم.
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست