مكان الحوض: بين القرطبي -رحمه الله- في التذكرة أن مكان الحوض لا يكون على هذه الأرض وإنما يكون في الأرض المبدلة {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} يكون في الأرض المبدلة التي تظهر لنزول الجبار -تعالى- فقال القرطبي -رحمه الله- ولا يخطر ببالك أنه في هذه الأرض بل في الأرض المبدلة أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم ولم يظلم على ظهرها أحد ولم يظلم على ظهرها أحد، قط تظهر لنزول الجبار -جل جلاله- لفصل القضاء.
شبه المنكرين للحوض: قال القرطبي -رحمه الله- تبعا للقاضي عياض: مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله قد خص نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي؛ إذ قد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ينيف على الثلاثين منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين وفي غيرها بقية ذلك مما صح نقله، واشتهرت رواته، ثم رواه كلا من التابعين أمثالهم ومن بعدهم أضعاف أضعافهم، وهلم جرا وأجمع إلى إثباته السلف وأهل السنة من الخلف وأنكر ذلك طائفة من المبتدعة وأحالوه على ظاهره وغلوا في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته ولا حاجة إلى تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته لا حاجة تدعو إلى تأويله، فحرفه من حرف إجماع السلف وفارق مذهب أئمة الخلف، والذي أنكره الخوارج وبعض المعتزلة، وممن كان ينكر الحوض عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده الذي يطرد من الحوض ويذاد عنه دلت الأحاديث على أن الذين ارتدوا كالأعراب الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يطردون ويذادون، ولهذا أخبرنا هذه الحديث أنه (يذاد أقوام فيقول النبي أصحابي أصحابي) وفي لفظ (أصحابي أصحابي فيقال للنبي صلى الله عليه وسلم إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم) قال بعد السفاريني -رحمه الله-: إنه يطرد عن الحوض أقوام، أنواع جنس المفترين على الله وعلى رسوله من المحدثين في الدين كالخوارج وسائر أهل الأهواء والبدع المضلة، وثانيا: كل من يرتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يأذن به، وأشدهم من خالف جماعة المسلمين كالخوارج والروافض والمعتزلة، وثالثا: الظلمة المسرفون في الظلم في الظلم والجور وطمس معالم الحق وإذلال أهله، ورابعا: المتهتكون
في ارتكاب المناهي والمعلنون في اقتراف المعاصي المستخفون بها.
هذا قول السفاريني -رحمه الله- يرى أن هذه الأنواع كل هؤلاء يطردون عن الحوض، لكن ظاهر الأحاديث الصحيحة أن الذين يزادون إنما هم الكفرة المرتدون على أعقابهم المرتدون عن الديانة هذه هو ظاهر الأحاديث، أما هذه الأنواع التي ذكرها المفترون على الله الكذب وعلى رسوله الكفرة لا بأس، أما كون العصاة يذادون، فهذا محل نظر ويحتاج إلى دليل والله أعلم. نعم.