responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 138
ولهذا قال عبد الله بن المبارك الإمام المعروف -رحمه الله-: " وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانُها " والعلماء يضربون مثلًا للنقل مع العقل، يضربون مثلًا للنقل مع العقل وهو وذلك أن العقل مع النقل كالعاميِّ المقلّد مع العالم المجتهد، العقل كأنه عامي مقلد كالعامي المقلد، والنقل يعني النصوص كالعالم المجتهد، بل هو دون ذلك بكثير، فإن العاميِّ يمكنه أن يصير عالمًا ويتعلم، ولا يمكن للعالم أن يكون نبيًا رسولًا، فإذا عرف العامي المقلد عالمًا فدله، فدل عليه عاميًا آخر، إذا عرف العامي المقلد عالمًا فجاء عامي آخر يريد أن يستفتي فدله هذا العامي، دلّ عاميًّا آخر على العالم يستفتي، ثم اختلف المفتي والدال العامي الذي دله، فإن المستفتي يأخذ بقول من؟ بقول العالم ولا أم بقول العامي الذي دله؟ يأخذ المستفتي يجب عليه قبول المفتي دون الدال، فلو قال الدال العامي الدال: الصواب معي دون المفتي؛ لأني أنا الأصل في علمك بأنه مفتي، فإذا قدمت قوله على قولي قدحت في الأصل الذي به عرفت أنه مفتي، فلزم القدح في فرعه، فيقول له المستفتى: أنت لما شهدت له بأنه مفتٍ، ودللت عليه وشهدت له بوجوب تقديمه دونك فموافقتي لك في هذا العلم المعين لا تستلزم موافقتك في كل مسألة وخطؤك فيما خالفت فيه المفتى الذي هو أعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت، هذا مع علمه بأن ذلك المفتي قد يخطئ، والعقل يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله -تعالى- لا يجوز عليه الخطأ فيجب عليه التسليم له والانقياد لأمره. نعم.

اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست