responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 12
وَلَا شَيْءَ مِثْلُهُ.

"ولا شيء مثله" يقول المؤلف -رحمه الله-: "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله"، أي: أن الله -سبحانه وتعالى- لا يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فليس له مثيل -سبحانه وتعالى-، كما قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } فمن اعتقد أن لله مثيلا في ذاته، أو مثيلا في صفاته، أو مثيلا في أفعاله فقد كفر؛ لأنه تنقص الرب -سبحانه وتعالى-، ولأنه لم يثبت واجب الوجود لذاته.
فالله تعالى لا مثيل له لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ومن اعتقد لله مثيلا فهو في الحقيقة لم يعبد الله، وإنما يعبد مثلا صوره في خياله، ونحته له فكره، وهو من عباد الأوثان لا من عباد الرحمن، وهو مشابه للنصارى في كفرهم؛ ولهذا قال العلامة ابن القيم:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا *** إن المشبه عابد الأوثان
وقال:
من شبه الله العظيم بخلقه *** فهو النسيب بمشرك نصراني
فمن شبه الله بخلقه فقد شابه النصارى، لأن النصارى شبهوا المسيح بالله، وقالوا: هو ابن الله -تعالى الله عما يقولون-، ومن مثل الله بخلقه فهو في الحقيقة ما عبد الله، وإنما عبد وثنا، كما أن من نفى صفات الله وأسماءه وصفاته فهو في الحقيقة لم يثبت شيئا، وإنما عبد عدما لا وجود له.
ولهذا يقول العلماء: المشبه الممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا، فالممثل مشبه يعبد عدما، اعتقد أن لله مثيلا في صفاته، أو في أفعاله هذا عبد وثنا والذي نفى الأسماء والصفات قال: ليس لله سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا إرادة وليس فوق السماوات ولا تحتها ونفى جميع الأسماء والصفات هذا في الحقيقة ما أفاد شيئا؛ لأنه لا يوجد شيء مسلوب الأسماء والصفات، كل موجود لا بد من صفات حتى الجماد.
هذه الماصة لها طول ولها عرض ولها عمق ولها ارتفاع، فإذا قلت أنا أثبت ماصة لكن هذه الماصة ليس لها طول ولا عرض ولا عمق ولا ارتفاع، وليس لها مجس وليست فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه أيش تكون؟.
عدم هذا هو الذي فعله نفاة الصفات قالوا: إن الله ليس له علم ولا بصر ولا سمع ولا إرادة، وليس فوق السماوات ولا تحتها، ولا داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصل به ولا منفصل عنه أيش يكون؟ عدم؟ لو قلت: صف المعدوم بأكثر من هذا ما استطعت، بل إن هذا ممتنع -والعياذ بالله- أشد من العدم؛ ولهذا فإن المعطل يعبد عدما، لا وجود له، ليس هناك شيء مسلوب الأسماء والصفات، لا وجود له في الخارج أبدا.
ولذلك هؤلاء المعطلة يعبدون عدما، والممثل الذي يمثل الله يعبد وثنا، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا، فيكون مذهب أهل السنة والجماعة مذهبا خالصا صافيا من بين فرث ودم، من بين فرث التعطيل ودم التشبيه والتمثيل، نقف على هذا وفق الله الجميع لطاعته ونسأل الله للجميع التوفيق والعلم النافع والعمل الصالح ونبقى مع الأسئلة إن كان هناك أسئلة بعض الوقت.
كمال قدرة الله وانتفاء العجز عنه
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست