وأيقنوا أنه كلام الله -تعالى- بالحقيقة
"وأيقنوا أنه كلام الله -تعالى- بالحقيقة" أيقنوا يعني: تيقنوا ليس عندهم شك ولا ريب أن القرآن الموجود في المصاحف المقروء بالألسن المكتوب في المصاحف أنه كلام الله بالحقيقة.
وهذا فيه رد أيضا على المعتزلة والأشاعرة فإنهم لا يقولون: هذا كلام الله بالحقيقة يقولون: كلام الله مخلوق والأشاعرة لا يقولون: إنه كلام الله بالحقيقة بل يقولون: كلام الله بالحقيقة معنى قائم بنفسه، أما هذا الموجود في المصاحف فليس كلام الله بالحقيقة وإنما كلام الله مجازًا يسمى كلام الله قالوا: يسمى ما في المصحف كلام الله مجازًا يسمى كلام الله قالوا: لماذا يسمى ما في المصحف كلام الله؟ مجاز لماذا يسمى كلام الله؟ قالوا: لأن كلام الله تأدى به فهو مجاز عن كلام الله كلام الله لا يسمع ليس بحرف ولا صوت وإنما قائم بنفسه لكن يسمى كلام الله مجازا من باب المجاز لا الحقيقة؛ لأنه دليل على كلام الله؛ ولأن كلام الله تأدى به؛ ولأنه فهم به كلام الله المعنى القائم بنفسه وإلا كلام الله فهو قائم بنفسه لا يسمع ولازم لذات الرب كلزوم الحياة والعلم والسمع والبصر.