وفي المشيئة أمر أن يقرن بـ (ثم) فقال: "قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد"[1].
وذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله تعالى بخلاف المشيئة، فليست مشيئة أحد من العباد مشيئة لله، بل ما شاء الله كان وإن لم يشأ الناس.
18 ـ شرطا قبول العبادة:
أـ الإخلاص لله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * ألا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: [2] ـ 3] .
ولقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5] .
ب ـ موافقة ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153] .
ولقوله عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"[2].
19 ـ أصول العبادة:
أصول العبادة هي: المحبة، والخوف، والرجاء، وقد جمعها الله تعالى في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء: 57] ، فابتغاء القرب إشارة إلى المحبة، ثم الرجاء، وبعده الخوف.
20 ـ منزلة الحب أرفع من منزلة الخوف:
وذلك لسببين:
أـ أن المحبة مقصودة لذاتها، وأما الخوف فمقصود لغيره. [1] أخرجه أبو داود (4166) . [2] أخرجه مسلم برقم: (1718) .