• الفرقة الأولى قالت: معناها لا معبود إلا الله، وبناءً على ذلك فإنهم ألَّهوا كل معبود من دون الله، قالوا: لأن الله أخبر في كتابه بأنه قضى وقدَّر أن لا يعبد إلا هو فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] ؛ فمن أمحل المحال أن يُعبد إلا الله، معبود عندهم هو الله حقاً، فالعجل هو الله، وفرعون هو الله حقاً، والبقر هو الله، والكواكب هي آلهة حقاً، والأصنام آلهة حقاً، وهذا هو مذهب أهل الحلول والاتحاد.
• والفرقة الثانية قالت: معناها لا موجود إلا الله، فليس لله تعالى وجود سوى هذا العالم المرئي، وهؤلاء هم أصحاب وحدة الوجود.
• والفرقة الثالثة قالت: إن معنى لا إله إلا الله هو القدرة على الاختراع، وأن من اعتقد أن الله هو وحده القادر على الاختراع؛ فقد حقق معنى لا إله إلا الله، وهذا هو مذهب أهل الكلام.
• والفرقة الرابعة: هم أهل السنة والجماعة؛ فإنهم هم الذين يوحّدون الله تعالى حقاً بأقوالهم وأفعالهم امتثالاً لأمره تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الوارد في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأنَا أوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162ـ163] ، وهم الذين يفسرون لا إله إلا الله بقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، وبقوله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 123] ، وبقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] ، وبقوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * ألا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 2ـ3] إلى غير ذلك من الآيات التي تمنع التوكل أو الاعتماد على غيره تعالى، فأهل السنة والجماعة لا يدعون إلا الله، ولا يستغيثون إلا بالله، ولا ينذرون إلا الله، ولا يحلفون إلا بالله، وهم الذين يخشونه ولا يخشون أحداً سواه[1].
4ـ دلالة "لا إله إلا الله" على التوحيد بكل أنواعه:
كلمة "لا إله إلا الله" هي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، وأساس [1] الرسالة السلفية.