س4: اذكر أنواع التوحيد عند المتكلمين مبيناً مقصودهم في كل نوع مع ذكر حجتهم على النوع الأخير؟
ج: أنواع التوحيد عندهم ثلاثة:
1 ـ (توحيد الذات) وهو أنه واحد في ذاته لا قسيم له، وهذا النوع يراد منه معنيان:
• الأول: يراد به أن الله سبحانه لا يجوز عليه التعدد، بل هو واحد فرد صمد. وهذا المعنى حق.
• الثاني: أن يراد به نفي الصفات كصفة العلو ونحو ذلك، وهذا هو مرادهم زاعمين أن ذلك هو التوحيد. وهذا المعنى باطل.
2ـ (توحيد الصفات) وهو أنه واحد في صفاته لا شبيه له، وهذا النوع يراد به معنيان أيضاً:
• الأول: يراد به أن الله مسمى بالأسماء الحسنى، ومتصف بالصفات الكاملة التي لا يماثله فيها أحد، وهذا المعنى حق.
• الثاني: يراد به نفي الصفات من كل وجه وهو الذي أرادوه، ووجه بطلانه: أنه ليس من الأمم من يثبت قديماُ مماثلاً لله في أسمائه وصفاته وأفعاله على السواء، وأقصى ما ورد من التشبيه: هو تشبيه لبعض الخلق بالله من بعض الوجوه لا من جميعها.
3ـ (توحيد الأفعال) وهو أنه واحد في أفعاله لا شريك له، أي أن خالق العالم واحد، وهذا هو المراد عندهم. وأشهر الأنواع عندهم هو هذا النوع، ويظنون أنه هو المطلوب، وأنه معنى (لا إله إلا الله) ، ويجعلون معنى الإلهية القدرة على الاختراع.
وحجتهم على هذا النوع من التوحيد هو دليل التمانع، ودليل التمانع عندهم هو استحالة وجود خالقين متكافئين، وذلك لو فرضنا أن هناك جسماً وأراد أحدهما تسكينه والآخر تحريكه في وقت واحد، فلا يخلو الحال من أحد ثلاثة أمور:
1ـ أن يحصل مرادهما معاً: وهذا محال لأنه جمع بين النقيضين.