ولجاز أيضاً أن يثبت المفتري لله أعضاء كثيرة مع نفي التشبيه، فيقول: إن لله كبداً لا كأكباد العباد، وأمعاء لا كأمعائهم ونحو ذلك.
12 ـ الأدلة على نفي مماثلة الله لخلقه:
الأدلة على نفي مماثلة الله لخلقه كثيرة منها:
1 ـ الأدلة النقلية: كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ} [النحل: 74] ، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65] ، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحَدٌ} [الإخلاص: 4] {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أنْدَادًا} [البقرة:22] .
2 ـ الأدلة العقلية: لو قلنا بالتماثل لزم أن يجب له ما يجب للمخلوقين وأن يجوز عليه ما يجوز على المخلوقين، وهذا باطل، لأنه يلزم منه أن يكون الخالق القديم الواجب بنفسه جائزاً عليه العدم والحاجة، ويكون للمخلوق صفة الوجوب والقدم فيكون الشيء الواحد واجباً بنفسه وغير واجب بنفسه قديماً ومحدثاً، وذلك جمع بين النقيضين وهو ممتنع ومن هنا يعلم بطلان قول المشبهة اللذين يقولون: له بصر كبصري وله يد كيدي كما سبق النقل عن إسحاق بن راهوية: "إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع مثل سمعي؛ فهذا التشبيه"[1].
الأسئلة والأجوبة الواردة على القاعدة السادسة:
س[1] ـ ما الفرق بين التشبيه والتمثيل؟
ج ـ الفرق بينهما من وجهين:
• الوجه الأول: أن التمثيل ورد نفيه بالنص، وأما التشبيه فمن غير نص.
• الوجه الثاني: أن التمثيل فيه مشابهة من جميع الوجوه، وأما التشبيه فمن بعض الوجوه. [1] رواه الترمذي 1/128.