المبحث الثاني: في ذكر هل الخلاف في هذه المسألة عائد إلى الخلاف في تعريف الإيمان أو لا؟
ذهب جماعة من المتكلمين منهم الرازي والجويني وغيرهما إلى أن الخلاف في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه عائد إلى الخلاف في تعريف الإيمان أي أن من قال إن الإيمان إعتقاد وقول وعمل فالإيمان عنده يزيد ينقص باعتبار زيادة الأعمال ونقصانها، ومن أخرج العمل من مسمى الإيمان عنده لا يزيد ولا ينقص لعدم إمكان حصول الزيادة والنقصان في التصديق لما يقتضيه في رأيهم من الشك والريب[1].
قال الجويني: "فمن أطلق اسم الإيمان على الطاعات كلها يقول على مساق أصله، يزيد الإيمان بزيادة الطاعات وينقص بنقصها، ومن قال الإيمان هو التصديق فمن علم وعرف حقاً فلا يتفاوت التصديق بالأعمال زادت أو نقصت"[2].
قال البيهقي في باب "القول في زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضل [1] انظر العقيدة النظامية للجويني (ص388) ، وشعب الإيمان للبيهقي (1/159) ، والمواقف للإيجي (ص388) ، وشرح العقائد النسفية للتفتازاني (ص125) ، والنبراس شرح العقائد للفرهاري (ص405) ، وروح المعاني للألوسي (9/116) ، وعمدة القاري للعيني (1/107) ، وفيض الباري للكشميري (1/62) ، والإيمان لمحمد نعيم ياسين (ص151) . [2] العقيدة النظامية للجويني (ص90) .