responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر المؤلف : الكرمى، مرعي بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 26
وَيشْرب وَإِذا أَرَادَ أَن يَتُوب على عبد ألهمه أَن يَتُوب هـ فيتوب عَلَيْهِ وَإِذا أَرَادَ أَن يرحمه أَو يدْخلهُ الْجنَّة يسره لعمل أهل الْجنَّة والمشيئة الإلهية اقْتَضَت وجود هَذِه الْخيرَات بأسبابها الْمقدرَة لَهَا
كَمَا اقْتَضَت دُخُول الْجنَّة بِالْإِيمَان وَدخُول النَّار بالْكفْر وَحُصُول الْوَلَد بِالْوَطْءِ وَالْعلم بالتعلم لَكِن لَيْسَ كل مَا يَظُنّهُ الْإِنْسَان سَببا يكون سَببا كَمَا قد بسطت الْكَلَام على هَذَا فِي كتابي شِفَاء الصُّدُور فِي زِيَارَة الْمشَاهد والقبور وَالْمَقْصُود هُنَا إِنَّمَا هُوَ بَيَان أَن الطَّاعَات سَبَب للثَّواب والمعاصي سَبَب للعقاب خلافًا للمتصوفة الإباحية كَمَا أَنه سُبْحَانَهُ جعل إرْسَال الرُّسُل سَببا لهداية الْمُؤمنِينَ وَإِقَامَة حجَّة الله على الْكَافرين وَلَوْلَا إرْسَال الرُّسُل مَا حصلت هِدَايَة الْمُؤمن وَلَا قَامَت حجَّة الله على كَافِر
وَالْحَاصِل أَن الْأَسْبَاب وتأثيرها بِمَشِيئَة الله مِمَّا لَا يُنكر وَإِن كَانَ الله تَعَالَى هُوَ خَالق السَّبَب والمسبب لَا سِيمَا وَقد دلّ الْعقل وَالنَّقْل وَالْفطر وتجارب الْأُمَم على إختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أَن التَّقَرُّب إِلَى رب الأرباب وَطلب مرضاته وَالْإِحْسَان إِلَى خلقه من أعظم الْأَسْبَاب الجالبة لكل خير وأضدادها من أكبر الْأَسْبَاب الجالبة لكل شَرّ فَمَا أستجلبت نعم الله واستدفعت نقمة بِمثل طَاعَته والتقرب إِلَيْهِ وَالْإِحْسَان إِلَى خلقه وَقد رتب الله سُبْحَانَهُ حُصُول الْخَيْر وَالشَّر قي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فِي كِتَابه الْعَزِيز على الْأَعْمَال تَرْتِيب الْجَزَاء على الشَّرْط وَالْعلَّة على الْمَعْلُول والمسبب على السَّبَب فَقَالَ تَعَالَى {إِن تتقوا الله يَجْعَل لكم فرقانا وَيكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ وَيغْفر لكم} وَقَالَ {إِن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ نكفر عَنْكُم} وَقَالَ {لَئِن شكرتم لأزيدنكم} الْآيَة وَقَالَ (من يعْمل

اسم الکتاب : رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر المؤلف : الكرمى، مرعي بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست