اسم الکتاب : رسالة في القرآن وكلام الله المؤلف : ابن قدامة المقدسي الجزء : 1 صفحة : 53
النفس، ليس فيه سورة ولا آية؟! ومن قال قبلكم: إنه ليس في المصحف إلا العفص[1]والزاج[2]، لا فرق بينه
والذين قالوا: القرآن عبارة عن كلام الله، قصدوا هذا. وهذا باطل، بل القرآن العربي تكلم الله به، وجبريل بلغه عنه.
وأما الحكاية فيراد بها ما يماثل الشيء، كما يقال: هذا يحاكي فلانا إذا كان بمثل قوله أو عمله. وهذا ممتنع في القرآن، فإن الله تعالى يقول: {قل لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} الآية. وقد يقال: فلان حكى فلان عنه، أي لغة عنه، ونقله عنه. ويجيء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يحكي عن ربه، فإذا قيل: إنه حكى عن الله بمعنى أنه بلغ عن الله فهذا صحيح"
1العفص نبات يتخذ منه الحبر، ثم أصبح يطلق على الحبر، وهو كما قال ابن المنظور- مولد، وليس من كلام البادية.
انظر: "لسان العرب" (عفص) (7/54-55) .
2الزاج: فارس معرب: نوع من الأدوية يقال له: الشب اليماني، وهو من أخلاط الحبر.
انظر: "لسان العرب" (زوج) (2/293) .
اسم الکتاب : رسالة في القرآن وكلام الله المؤلف : ابن قدامة المقدسي الجزء : 1 صفحة : 53