responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 79
وفلسفي[1] قد تشعبت به الأباطيل في أمور يدعيها بقضايا العقول[2].
وبرهمي[3] تنكر أن يكون لله رسول، ودهري[4] يدعي الإهمال[5] ويخبط في عشو الضلال. وثنوي[6] قد اشتملت عليه الحيرة، ومجوسي يدعي ما ليس له به خبرة، وصاحب

[1] في (ت) لنور.
[2] تكلمت في ص137 عن الفلاسفة، وبينت هناك مخالفتهم لمنهج النبوة، واتباعهم العقل والهوى، وهو ما أشار إليه الأشعري هنا، ويقرر ذلك أيضاً ابن تيمية فيقول: "وبالجملة فالمنهج الذي يسلكه هؤلاء الفلاسفة - يعني فلاسفة المسلمين - في بحث هذه الأمور الإلهية منهج عقلي لا يرجعون في العلم بشيء منها إلى ما جاء به الرسول، ولا يعرفون من العلوم الكلية، ولا العلوم الإلهية إلا ما يعرفه الفلاسفة المتقدمون مع زيادات تلقوها عن بعض أهل الكتاب وأهل الملة". (انظر: تفسيره لسورة الإخلاص ص84 من الطبعة الثالثة) .
[3] البراهمة: قوم ينتسبون إلى رجل منهم يقال له "براهم". (انظر: الملل والنحل 2/258، والفصل لابن حزم 1/69 من الطبعة الثانية 1395هـ) .
وكانت تسمى من قبل بالهندوسية، ومن عقائدهم الكارما أي: الجزاء ثواباً كان أو عقاباً، وهو يقع في هذه الحياة، فلا قيامة ولا بعث ونشور عندهم، كما قالوا بتناسخ الأرواح، ومنهم جاءت فكرة التثليث التي دان بها النصارى، ووحدة الوجود التي دان بها بعض ملاحدة المسلمين كعبد الله بن سبأ اليهودي والحلاج وابن عربي وغيرهم، ولقد قال ابن سبأ: بأن علياً صار إلهاً بحلول روح الإله فيه. (انظر: الفرق بين الفرق 254، 255، وأديان الهند الكبرى لأحمد شلبي ص61-69 من الطبعة الرابعة 1976م) .
[4] الدهريون: صنف من الناس أنكروا الخالق والبعث والإعادة، وقالوا بالطبع المحيي والدهر المغني.
ولقد أخبر الله عنهم في قوله: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} الجاثية آية (24) .
ولقد أصبح العالم اليوم يسخر من الذين يقولون ذلك، ويعده من سخافة العقول، وخاصة بعدما تطورت العلوم، وأرى الله الناس من آياته ما يدل على وجوده، ولعلي أشير إلى بعض أقوال العلماء الذين اعترفوا بذلك فيما يأتي إن شاء الله، وانظر أيضا: الملل والنحل 2/3.
[5] في (ت) الإمهال.
[6] الثنوية والمجوسية: ديانتان متفقتان على قول واحد، مع فروق قليلة فيه.
يقول الشهرستاني في حديثه عن الثنوية: أنهم يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان، بخلاف المجوس فإنهم قالوا بحدوث الظلام، وذكروا سبب حدوثه، وهؤلاء قالوا بتساويهما في القدم. (انظر: الملل والنحل 1/224) .
ويقول البغدادي عن الثنوية: أنهم زعموا أن النور والظلمة صانعان قديمان، والنور منهما فاعل الخيرات والمنافع، والظلام فاعل الشرور والمضار. ثم يقول عن المجوس: بأنهم شاركوا الثنوية في اعتقاد صانعين، غير أنهم زعموا أن أحد الصانعين قديم، وهو الإله الفاعل للخيرات، والآخر شيطان محدث فاعل للشرور. (انظر: الفرق بين الفرق ص285) .
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست